من "نريد أن نكون أحرارا" إلى "1، 2، 3، فيفا لالجيري" حكاية نشيد أرقص العالم "السامبا"من "وان تو ثري، وي وونت تو بي فري" إلى "وان تو ثري، فيفا لالجيري" هي نشيد موازي لـ "قسما" على لسان كلّ جزائري لما يكون الأمر يتعلق بـ "الخضر"، و هي "تعويذة" جزائرية خطفت خلال مونديال بلاد "السامبا" الأضواء من تعويذة كأس العالم "فوليكو" و حتّى الكرة "بارازوكا"، فما قصّة "وان تو ثري، فيفا لالجيري"، التّي رقص على وقعها "السامبا" بمغارب الأرض و مشارقها منذ بداية المونديال البرازيلي.
"1، 2، 3، فيفا لالجيري" أو "وان تو ثري فيفا لالجيري" هي قصّة شعب يعشق الكرّة بقدر عشقه للحرّية، و هي حكاية صرخة مجاهدين دوّت في ساحات مظاهرات 11 ديسمبر الخالدة في وجه ديغول من أجل أن تنعم الجزائر بعد 132 سنّة من الاستعمار بالحرّية في خمسة جويلية، لتكون قصّة حماس رياضي، تفجّرت خلالها "وي وونت بي فري" بملعب خمسة جويلية و ضدّ فرنسا أنشودة جديدة، صدحت بها حناجر مناصري "محاربو الصحراء" و هي تهلّل لكسر كبرياء "الدّيكة" في 1975، "وان تو ثري فيفا لالجيري"، و لتنتّقل مع رقص العالم "السامبا" بالبرازيل إلى "لا مارسياز" للمهاجرين في فرنسا، و أنشودة على لسان عشّاق الكرّة العالمية من كلّ الجنسيات، الذّين شدّهم مناصرو "الخضر" بمدرجات "بييرا ريو" و "أرينا دي بيسكادا" و بشوارع "ريو" و كلّ البرازيل بزلزال مدوّي بقوّة "وا تو ثري فيفا لالجيري"، لكن ما قصّة، هذا النشيد الخالد للجزائريين، الذّي بات علامة عالمية.
تضاربت الآراء و الاحتّمالات حول تاريخ نشيد " وان تو ثري، فيفا لالجيري" لكنها أجمعت أنّها جسر بين عشق شعب للكرّة بقدر عشقه للحرّية و هي حكاية تاريخ شعب قد يقلّب صفحاته لكن لا يمكن أن يمحوها، هي كذلك قصّة هذا النشيد الكروي الرّسمي للجزائري، من حكاية بدأت في 1960 بميدان طلب الحرّية، و نضجت في 1975 بميدان لكرّة القدّم، و باتّت في 2014 على لسان كّل العالم و في كلّ الميادين.
و قدّم الصحفي الفرنسي، لونوفيل أوبسيرفاتور، الذّي اهتّم بالبحث في تاريخ هذه المقطوعة السحرية، التّي حيّرت العالم، أربعة احتمالات، ربطها بالثورة التحريرية، و ألعاب البحر الأبيض المتوسط، و مباراة ودّية للفريق الوطني ضدّ النادي الانجليزي، "وشفيلد يونايتد"، الذّي آلت فيه النتيجة لـ "الخضر" بثلاثة أهداف مقابل هدف في ملعب وهران في 1974، و عبّر المناصرين على الأهداف بتردّيد " وان تو ثري"، و التّوتّر مع المغرب، في عزّ أزمة الصحراء الغربية، ردّا على مناصر مغربي كان يردّد "آن دو تروا، فيف لوغوا" أي "1،2،3، يحي الملك"، خلال مباراة جمعت "الخضر" مع "أسود الأطلس"، فردّ المناصرون الجزائريون "وان تو ثري، فيفا لالجيري"، لكن الأقرب كان الاحتمالين الأوّلين، المرتّبطين بمظاهرات 11 ديسمبر 1960 و نهائي ألعاب البحر الأبيض المتوسط، أين كان المجاهدون يردّدون "وي وونت بي فري" أي "نريد أن نكونوا أحرار"، و في 1975، و بعد 13 سنة، و بمناسبة نهائي الجزائر ضدّ فرنسا في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، دوّت على لسان 100 ألف مناصر بملعب خمسة جويلية عبارة " وان تو ثري، فيفا لالجيري